- قصيدة: إن الكريم لتخفى عنك عسرته
- قصيدة: قالوا ألا تصف الكريم لنا فقلت على البديه
- قصيدة: ليس الكريم الذي يعطي عطيته
- قصيدة: شرف بالفتى إذا هو أفنى
- قصيدة: جود الكريم إذا ما كان عن عدة
- قصيدة: وإذا الكريم رأى الخمول نزيله
- قصيدة: ما أبعد المكرمات عن رجل
- قصيدة: واجعل بطانتك الكرام فإنهم
- قصيدة: سألت سليل الجود أمرا فما انقضى
- قصيدة: يا سائلي أين حل الجود والكرم
- قصيدة: أراك تجود ولا تسأل
- قصيدة: الجود يحكم في ارتياحك
- قصيدة: أحمد الله نية وثناء
- قصيدة: أولئك قوم شيد الله فخرهم
- قصيدة: كريم لنا في فعله ومقاله
- قصيدة: امدد إلي يدا يعتادها الكرم
- قصيدة: الحمد لله عوفي الكرم
- شعر عن الكرم حاتم الطائي
قصيدة: إن الكريم لتخفى عنك عسرته
الشاعر: بشار بن برد
إنّ الكريم لتخفى عنك عُسرتُهُ
حتّى تراهُ غنيّاً وهوَ مجهودُ
وَلِلبخيلِ على أموالِهِ عِللٌ
زُرقُ العُيونِ عليها أوجُهٌ سودُ
إذا تكرّمت أن تُعطي القليل ولم
تقدِر على سعةٍ لم يظهرِ الجودُ
أورِق بِخيرٍ تُرجّى لِلنوالِ فما
تُرجى الثِمارُ إذا لم يورِقِ العودُ
بُثّ النوال ولا تمنعك قِلّتُهُ
فكُلُّ ما سدّ فقراً فهوَ محمودُ
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل في الكرم والجود: أبيات شعر قصيرة عن الكريم والكرم.
قصيدة: قالوا ألا تصف الكريم لنا فقلت على البديه
الشاعر: إيليا أبو ماضي
قالوا ألا تصِفُ الكريم لنا فقُلتُ على البديه
إنّ الكريم لكالربيعِ تُحِبُّهُ لِلحُسنِ فيه
وَتهشُّ عِند لِقائِهِ ويَغيبُ عنك فتشتهيه
لا يرتضي أبداً لِصاحِبِهِ الّذي لا يرتضيه
وَإذا الليالي ساعفتهُ لا يُدِلُّ ولا يتيه
وَتراهُ يبسُمُ هازِئً في غمرةِ الخطبِ الكريه
وَإذا تحرّق حاسِدوهُ بكى ورقّ لِحاسِديه
كالوَردِ ينفحُ بِالشذى حتّى أُنوف السارِقيه
اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن البخل والبخلاء.
قصيدة: ليس الكريم الذي يعطي عطيته
الشاعر: ابن الرومي
ليس الكريم الذي يعطي عطيتهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا
لا يستثيب ببذلِ العُرفِ محمدةً
ولا يمُنُّ إذا ما قلّد المِننا
حتى لتحسب أن اللّه أجبرهُ
على السماحِ ولم يخلُقهُ مُمتحنا
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل عن القناعة.
قصيدة: شرف بالفتى إذا هو أفنى
الشاعر: أبو القاسم الامدي
شرف بالفتى إذا هو أفنى
ماله أن يرى على الفقر جلدا
عش عزيزا أو مت وأنت فقير
لا تضع للسؤال بالذل خدا
كم كريم أضاعه الدهر حتى
أكل الدهر منه لحما وجلدا
كلما زاده الزمان اتضاعا
زاد في نفسه علوا ومجدا
قصيدة: جود الكريم إذا ما كان عن عدة
الشاعر: ابن عسكر الموصلي
جود الكريم إذا ما كان عن عدة
وقد تأخر لم يسلم من الكدر
إن السحائب لا تجدي بوارقها
نفعا إذا هي لم تمطر على الأثر
وما طل الوعد مذموم وإن سمحت
يداه من بعد طول المطل بالبدر
يا دوحة الجود لا عتب على رجل
يهزها وهو محتاج إلى الثمر
قصيدة: وإذا الكريم رأى الخمول نزيله
الشاعر: ابن منير الطرابلسي
وإذا الكريمُ رأى الخُمول نزيلهُ
في بلدةٍ فالحزمُ أن يترحّلا
لا تحسبنّ ذهاب نفسك ميتةً
ما الموتُ إلّا أن تعيش مُذلّلا
للقفر لا للفقر هبها إنّما
مغناك ما أغناك أن تتوسّلا
لا ترض مِن دُنياك ما أدناك مِن
دنسٍ وكُن طيْفاً جلا ثُمّ اِنجلا
قصيدة: ما أبعد المكرمات عن رجل
الشاعر: البحتري
ما أبعد المكرُماتِ عن رجُلٍ
على سُؤالِ الرِجالِ يتّكِلُ
وَما يُريدُ الفتى بِهِمّتِهِ
بُلِّغهُ مِن ورائِهِ أجلُ
ليس الثرى والثريّ والعِزّة
القعساء إلّا السُيوفُ والصلُ
فكُن على الدهرِ فارِساً بطلاً
فإنّما الدهرُ فارِسُ بطلُ
قصيدة: واجعل بطانتك الكرام فإنهم
واجعل بطانتك الكرام فإنهم
أدرى بوجه الصالحات وأخبر
إن الكريم له الكرام بطانة
طابت شمائلهم وطاب العنصر
إن لاح خير قربوه ويسروا
أو لاح شر باعدوه وعسروا
أما اللئيم فحوله أمثاله
قرناء سوء ليس فيهم خير
إن لاح خير باعدوه وعسروا
أو لاح شر قربوه ويسروا
ولكل كون كائنات مثله
فقبيله من جنسه والمعشر
قصيدة: سألت سليل الجود أمرا فما انقضى
الشاعر: أبو حيان الأندلسي
سألت سليل الجودِ أمراً فما اِنقضى
نهاريَ حتّى صِرتُ في روض جِلّقِ
فأقطِفُ مِن تُفّاحِهِ وسفرجلٍ
جنيٍّ وكُمثرى لِعينيَ مونِقِ
كريمٌ متى تسألهُ شيئاً فإنّهُ
يجودُ ويُعطي ما تشاءُ ويَنتقي
وَلو لم تسلهُ جاد بدءاً فإنّما
مكارِمُهُم خلقٌ بِغيرِ تخلُقِ
بنون لآباءٍ كِرامٍ وسادةٍ
مدائحُهم تُروى بِغربٍ ومشرِقِ
وَإنّ جلال الدينِ قاضي قُضاتِنا
لخيرُ إمامٍ في الفضائِلِ مُعرِقِ
يَعلِّمُ جُهالاً بِبحثٍ مُدقّقٍ
ويَجمعُ أُمّالاً بِجودٍ مُفرّقِ
وَكائِن لهُ عِندي أيادي جمّةً
بِغيرِ حُلاها الدهر لم أتطرّقِ
وَكم دولةٍ صاحبتُها ناصِريةٍ
وعاشرتُ جمعاً مِن رحيبٍ ومُرتقي
وَلم يسمحوا يوماً بِشيءٍ ولم أكُن
لأسأل رِفداً مِن غبيٍّ مُمخرقِ
إلى أن طما البحرُ الخِضمُّ فعمّنا
بِتيّارِ جودٍ مِنهُ في الفضلِ مُغرِقِ
على بهجةِ الأيّامِ مِنهُ جلالةٌ
فلا زال في حِفظٍ مِن اللهِ ما بقي
قصيدة: يا سائلي أين حل الجود والكرم
الشاعر: الفرزدق
يا سائِلي أيْن حلّ الجودُ والكرمُ
عِندي بيانٌ إذا طُلاّبُهُ قدِموا
هذا الذي تعرِفُ البطحاءُ وطأتهُ
والبيْتُ يعرِفُهُ والحِلُّ والحرمُ
هذا ابنُ خيْرِ عِبادِ اللهِ كُلِّهِمُ
هذا التّقيُّ النّقيُّ الطّاهِرُ العلمُ
هذا الذي أحمدُ المُختارُ والِدُهُ
صلّي علیهِ إلهي ما جري القلمُ
لوْ يعلمُ الرُّكنُ من قد جاء يلثِمُهُ
لخرّ يلثِمُ مِنهُ ما وطي القدمُ
هذا علی رسولُ اللهِ والِدُهُ
أمست بِنورِ هُداهُ تهتدي الاُممُ
هذا الّذي عمُّهُ الطّيَّارُ جعفرٌ
والمقتولُ حمزةُ ليْثٌ حُبُّهُ قسمُ
هذا ابنُ سيِّدةِ النِّسوانِ فاطِمةٍ
وابنُ الوَصيِّ الّذي في سيْفِهِ نِقمُ
إذا رأتهُ قُريْشٌ قال قائِلُها
إلی مكارِمِ هذا ينتهي الكرمُ
يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفان راحته
رُكنُ الحطيمِ إذا ما جاء يستلِمُ
وَليْس قولُك: من هذا؟ بِضائِرِهِ
العُربُ تعرِفُ من أنكرت والعجمُ
يُنمي إلی ذروَةِ العِزِّ الّتي قصُرت
عن نيْلِها عربُ الإسلامِ والعجمُ
يُغضي حياءً ويُغضي مِن مهابتِهِ
فما يُكلّمُ إلاّ حين يبتسِمُ
يَنجابُ نورُ الدُّجي عن نورِ غُرِّتِهِ
كالشّمسِ ينجابُ عن إشراقِها الظُّلمُ
بِكفِّهِ خيْزُرانٌ ريحُهُ عبِقٌ
مِن كفِّ أروَع في عِرنينِهِ شممُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تشهُّدِهِ
لوْلا التّشهُّدُ كانت لاؤهُ نعمُ
مُشتقّةٌ مِن رسولِ اللهِ نبعتُهُ
طابت عناصِرُهُ والخيمُ والشِّيَمُ
حمّالُ أثقالِ أقوامٍ إذا فُدِحوا
حُلوُ الشّمائِلِ تحلو عِندهُ نعمُ
إن قال قال بمِا يهوَي جميعُهُمُ
وإن تكلّم يوْماً زانهُ الكلِمُ
هذا ابنُ فاطِمةٍ إن كُنت جاهِلهُ
بِجدِّهِ أنبياءُ اللهِ قد خُتِموا
اللهُ فضّلهُ قِدماً وشرّفهُ
جري بِذاك لهُ في لوْحِهِ القلمُ
من جدُّهُ دان فضلُ الآنبياءِ لهُ
وفضلُ أُمّتِهِ دانت لها الاُممُ
عمّ البريَّة بِالإحسانِ وانقشعت
عنها العِمأيَةُ والإملاقُ والظُّلمُ
كِلتا يديْهِ غياثٌ عمّ نفعُهُما
يُستوْكفانِ ولا يعروهُما عدمُ
سهلُ الخليقةِ لا تُخشي بوادِرُهُ
يزينُهُ خصلتانِ: الحِلمُ والكرمُ
لا يُخلِفُ الوَعد ميْموناً نقيبتُهُ
رحبُ الفِناءِ أريبٌ حين يُعترمُ
مِن معشرٍ حُبُّهُم دينٌ وبُغضُهُمُ
كُفرٌ وقُربُهُمُ منجيً ومُعتصمُ
يُستدفعُ السُّوءُ والبلوَي بِحُبِّهِمُ
ويُستزادُ بِهِ الإحسانُ والنِّعمُ
مُقدّمٌ بعد ذِكرِ اللهِ ذِكرُهُم
في كُلِّ فرضٍ ومختومٌ بِهِ الكلِمُ
إن عُدّ أهلُ التُّقي كانوا أئمّتهُم
أوْ قيل: من خيْرُ أهلِ الارضِ قيل: هُمُ
لا يستطيعُ جوادٌ بُعد غأيَتِهِم
ولا يُدانيهِمُ قوْمٌ وإن كرُموا
هُمُ الغُيوثُ إذا ما أزمةٌ أزمت
والاُسدُ أُسدُ الشّري والبأسُ مُحتدِمُ
يَأبي لهُم أن يحِلّ الذّمُّ ساحتهُم
خيمٌ كريمٌ وأيْدٍ بِالنّدي هُضُمُ
لا يقبِضُ العُسرُ بسطاً مِن أكُفِّهِمُ
سيَّانِ ذلِك إن أثروْا وإن عدِموا
أيٌّ القبائِلِ ليْست في رقابِهِمُ
لاِوَّليَّةِ هذا أوْ لهُ نِعمُ
من يعرِفِ الله يعرِف أوَّليَّة ذا
فالدِّينُ مِن بيْتِ هذا نالهُ الاُممُ
بُيوتُهُم مِن قُريْشٍ يُستضاءُ بِها
في النّائِباتِ وعِند الحُكمِ إن حكموا
فجدُّهُ مِن قُريْشٍ في أُرومتِها
مُحمّدٌ وعليّ بعدهُ علمُ
بدرٌ له شاهِدٌ والشِّعبُ مِن أُحُدٍ
والخندقانِ ويَومُ الفتحِ قد علِموا
وَخيْبرٌ وحُنيْنٌ يشهدانِ لهُ
وفي قُريْضة يوْمٌ صيْلمٌ قتمُ
مواطِنٌ قد علت في كُلِّ نائِبةٍ
علی الصّحابةِ لم أكتُم كما كتموا
قصيدة: أراك تجود ولا تسأل
الشاعر: التطيلي الأعمى
أراك تجودُ ولا تسألُ
وقد كنت صباً بما تبذُلُ
شذوذ من الجود مُستغربٌ
على النّاسِ في كلِّ من يُفضِل
وأقصى قُصارى نوالِ الكرامِ
على قِصرِ العمر مُستعجل
وصِنفٌ من الناسِ صنفٌ ظريفٌ
يقولُ ولكنّ لا يفعل
ولولا أبو عمروٍ المُنتقى
لقلتُ مضى السادةُ الأول
إذا خطّ سطراً فنثراً ونظماً
تُفوّق دهراً له الأنمُل
وإن سلّ عضباً فطعناً وضرباً
يُضرِّمُ نيرانهُ الجحفلُ
قصيدة: الجود يحكم في ارتياحك
الشاعر: أبو بكر الستالي
الجُود يحْكم في ارتياحكْ
والغيث يعجب من سماحكْ
والرزق مَبسوط لنا
يا ذهلُ من باب امتناحك
وتجود عفواً بالنّضار
وبالّلجين وأنَ ضَاحكْ
ودمُ الأعادي يُمتَرى
بشَبا سيوفك أو رماحِكْ
والمجدُ يغدو أو يروحُ
على غدوّك أو رواحكْ
لعُلوَ فضْلِك وانتطاقك
بالفضائل واتّشاحكْ
ومن السّعادة عندنا
أنّا بُعثنا لامتداحك
فاسلْم أبا حسن عزيزاً
في مسائك أو صباحكْ
قصيدة: أحمد الله نية وثناء
الشاعر: ابن الرومي
أحمدُ اللّه نيةً وثناء
غُدوةً بل عشيّةً بل مساء
بل جميعاً وبين ذلك حمداً
أبديّاً يُطبِّقُ الآناء
حمد مُستعظمٍ جلالاً عظيماً
من مليكٍ وشاكرٍ آلاء
ملِكٌ يقدحُ الحياة من الموْتى
ويَكفي بفضله الأحياء
صاغنا ثم قاتنا ووَقانا
بالتي نتّقي بها الأسواء
من بناءٍ يكِنُّنا ولبوسٍ
ودواء يحارب الأدواء
ثم أهدى لنا الفواكه شتّى
والتحياتِ جلّ ذاك عطاء
عظُمت تلكمُ الأيادي وجلّت
فاذكر الموز واتركِ الأشياء
إنما الموزُ حين تُمكنُ منهُ
كاسمه مبدلاً من الميم فاء
وكذا فقدُه العزيزُ علينا
كاسمه مبدلاً من الزاي تاء
فهو الفوزُ مثلما فقدُهُ الموتُ
لقد بان فضلُه لا خفاء
ولهذا التأويلِ سماه موزاً
من أفاد المعانيَ الأسماء
ربِّ فاجعله لي صبوحاً وقيْلاً
وغبوقاً وما أسأت الغذاء
وأرى بل أبُتُّ أن جوابي
لا تُغالط فقد سألت البقاء
يَشهد اللّه إنه لطعامٌ
خُرّميٌّ يُغازل الأحشاء
نكهةٌ عذبةٌ وطعم لذيذٌ
ساعدا نعمةً إلى نعماء
وتخالُ انسرابهُ في مجاريهِ
افتراع الأبكارِ والإغفاء
لو تكونُ القلوبُ مأوى طعامٍ
نازعتهُ قلوبُنا الأحشاء
إنني للحقيق بالشِّبعِ السائغِ
من أكلِهِ وإن كان ماء
مِن عطايا أبي محمدٍ المحمودِ
ظرفاً وحكمةً وسخاء
وجمالاً مُنمّقاً وجلالاً
ووفاءً مُحقّقاً وصفاء
ذلك السيدُ الذي قتل اليأس
بأفضاله وأحيا الرجاء
سرّني برّني رعاني كفاني
جازهُ السوءُ إنه ما أساء
وتخطّته كلُّ بأساء لكن
صادمت مِن ورائه الأعداء
وتعالت به سماءُ المعالي
أو ترى مجده السماءُ سماء
ملِكاً يلبسُ الطويل من العُمرِ
ويَحظى ويَجبُرُ الأولياء
وأما والذي حباني بزُلفايَ
لديه أليّةً غرّاء
لأكدّنّ للمدائح فيه
فِكري أو أردّها أنضاء
ومعاذ الإله لا مدح يأتي
فيه كرهاً بل مُعفياً إعفاء
وترانا في مدحهِ كيف كنّا
كالمُعنّى في أن يُضيء الضياء
أيُّ مصباح قادحٍ زاد في الإصباح
نوراً إن لم نكن جُهلاء
غير أنّا نُريغُ بالمدح فيه
رِفعةً باسمه لنا وسناء
رُتباً لم تشِد لنا مثلها الآباءُ
نرجو توريثها الأبناء
لا عدِمناه ماجداً بلّغ الأبناء
مجداً قد أعجز الآباء
قصيدة: أولئك قوم شيد الله فخرهم
الشاعر: عامر العدواني
أولئِك قومٌ شيّد اللهُ فخرهُم
فما فوقهُم فخرٌ وإن عظُم الفخرُ
أُناسٌ إذا ما الدهرُ أظلم وجهُهُ
فأيديهُمُ بيضٌ وأوجُهُهم زُهرُ
يَصونون أحساباً ومجداً مُؤثّلاً
بِبذلِ أكفٍّ دونها المُزنُ والبحرُ
سموا في المعالي رُتبةً فوق رُتبةٍ
أحلُّتهُمُ حيثُ النعائِمُ والنسرُ
أضاءت لهُم أحسابُهُم فتضاءلت
لنورِهُمُ الشمسُ المُنيرةُ والبدرُ
فلو لامس الصخر الأصمّ أكُفُّهُم
لفاض ينابيع الندى ذلِك الصخرُ
شكرتُ لهُم آلاءهُم وبلاءهُم
وما ضاع معروفٌ يُكافِئُهُ شُكرُ
وَلو كان في الأرضِ البسيطةِ مِنهُم
لِمُعتبطٍ عافٍ لما عُرِف الفقرُ
قصيدة: كريم لنا في فعله ومقاله
الشاعر: ابن نباته المصري
كريمٌ لنا في فعله ومقاله
سحاب الغِنى المنهل والروضة الغنَّا
يقاسمنا في كلِّ يومٍ جميله
فنثر العطا منه ونثر الثنا منَّا
أخو صدقاتٍ يحبس المنّ جودا
على أنَّها في الجودِ لا تحسن المنَّا
رأى الفكر إعراب الثنا فيهِ كلَّما
بناه إلى أن صارَ في معربٍ يبنى
وأقسم أن لا شيء كالغيث في الندى
فلمَّا رأى جدوى أنامله اسْتثنى
وما فيه من عيب سوى أنَّ عنده
أيادٍ تعيد الحرّ في يده قنَّا
دعاني على بعد المنازل جوده
وجدَّد لي نعمى وأنجح لي ظنَّا
ومجد يردّ السائدين به سدًى
وعلم يردّ المفصحين به لكنَا
لياليَ وَدَّعت المؤيد والثنا
وفارقت أوقات الغِنى منه والمغنا
وزايل نظم الجوهر الفضل منطقي
وأعوزني من قوتي العرضَ الأدنى
أيا جائداً بالتبرِ في حالِ عسرةٍ
لنا لم نكد من طرفها نجد التّبنا
فعلت فلو وفى تطوّلك الثنا
لقلَّت أفانين الثناء وطوّلنا
وأفحمتنا في البرّ حتَّى كأنَّنا
لدى البرّ ما رمنا المقال فأفصحنا
إذا نحن قابلنا صلاتك بالثنا
تكدَّس من هنّا علينا ومن هنّا
وحقك ما ندري أإجراء ذكرنا
بفكرك أم هذا العطاء لنا أهنا
هو الرفد يتلو الودّ طابَ كلاهما
كما حملت للمحل روحِ الصبا المزنا
كذا أبداً تزهى العلى بجلالها
فلله ما أسرى فخاراً وما أسنا
فيا ليت شعري كيف ألقى بواحدٍ
من الشكر مثنى من أيادِي الندى مثنى
على ذكرك العالي بنا كلّ معربٍ
ثناه فيا لله من معربٍ يبنى
قصيدة: امدد إلي يدا يعتادها الكرم
الشاعر: فتيان الشاغوري
اُمدُد إليّ يداً يعتادُها الكرمُ
سما بِها الماضيانِ السيفُ والقلمُ
فبطنُها حجرُ الأسباطِ مُنبجِساً
وظهرُها حجرُ الإسلامِ يُستلمُ
لِلصاحِبِ ابنِ عليٍّ في العُلا هِممٌ
لم يدنُ مِن شأوِها عُربٌ ولا عجمُ
فلو رآهُ اِبنُ عبّادٍ لصار لهُ
عبداً وزلّت بِهِ عن شأوِهِ القدمُ
لا اِبنُ العميدِ ولا عبدُ الحميدِ ولا
الصابي لهُم هذِهِ الأخلاقُ والشيَمُ
دانت لهُ عُلماءُ الدهرِ قاطِبةً
فهوَ التقيُّ النقيُّ الطاهِرُ العلمُ
فما لهُ بِالندى يجتاحُهُ كرمٌ
وعِرضُهُ مِن أياديهِ لهُ حرمُ
بِالسعدِ والأيدِ والكيدِ اِستجاب لهُ
أعداؤُهُ جنحاً لِلسّلمِ لا سلِموا
هُم يُنشِدون لِبلواهُم وراحتهِ
وا حرّ قلباهُ مِمّن قلبُهُ شبِمُ
قُل لي أهذا الّذي تسطو بِهِ قلمٌ
بِهِ المفاتِحُ لِلأرزاقِ أم علمُ
فلِلعُفاةِ بِهِ مُنهلّةٌ ديَمٌ
ولِلعُصاةِ بِحدّيهِ يُراقُ دمُ
قصيدة: الحمد لله عوفي الكرم
الشاعر: سبط ابن التعاويذي
الحمدُ لِلّهِ عوفيَ الكرمُ
واِنبعثت بِالخواطِرِ الهِممُ
واِستأزر الإسلامُ واِبتهج
المُلكُ وأوفت بِنذرِها الأُممُ
واِستبقت مِن غُمودِها دُلُقاً
إلى الأعادي الصوارِمُ الحُذُمُ
تكاملت لِلوَزيرِ صِحّتُهُ
فالجورُ باكٍ والعدلُ مُبتسِمُ
عافيَةً لِلحسودِ مُمرِضةٌ
وصِحّةٌ وهيَ لِلعِدى سقمُ
هذا هناءٌ لِلخلقِ قاطِبةً
يشترِكُ العُربُ فيهِ والعجمُ
فاليَوم شملُ العُلى جميعٌ وشعبُ
المجدِ والمُكرِماتِ مُلتئِمُ
أسفر وجهُ الزمانِ مُبتسِماً
بِماجدٍ لِلعُفاةِ يبتسِمُ
واِمتلأ الدستُ مِن سنا قمرٍ
ينجابُ عن نورِ وجهِهِ الظُلمُ
وَجهٌ يُصلّي إليهِ بِالأملِ
الراجي وكفٌّ كالرُكنِ تُستلمُ
أبلجُ رعيُ العُهودِ شيمتُهُ
يُخفرُ إلّا في دينِهِ الذِممُ
مُغرىً بِحِفظِ العهدِ القديمِ إذا
أضاعهُ عِند غيرِهِ القِدمُ
يَرى مِن العارِ أنّ ذا أدبٍ
يُضامُ في عصرِهِ ويُهتضمُ
أقسم لا خاب سائِلوهُ ولا
ضاعت لديهِ الحُقوقُ والحُرمُ
مُتوّجٌ تخضعُ الجِباهُ لهُ
إذا اِنتدى لِلسلامِ والقِممُ
طودُ حِجىً راسِخٍ خِضمُّ ندىً
تيّارُهُ بِالسماحِ مُلتطِمُ
بدرُ سماءٍ لهُ الكواكِبُ أفلاكٌ
وليثٌ لهُ القنا أجمُ
حاسِمُ داءِ الدُنيا العُضالِ وما
خِلناهُ لولا الوَزيرُ ينحسِمُ
أضحت بِتدبيرِهِ البِلادُ وأمرُ
الناسِ فيهِ بِالعدلِ مُنتظِمُ
عادت لِبغداد مِن مكارِمِهِ
وقد توَلّت أيّامُها القُدُم
وَأصبحت مِن جميلِ سيرتِهِ
كعبة جودٍ وأرضُها حرمُ
لا ينتحي أهلها الخُطوبُ ولا
يحِلُّ فيها السِنون والإزمُ
إذا اِشتكى الناسُ جدب عامِهِمُ
أشكاهُمُ سيلُ جودِهِ العرِمُ
أو صرّد الباخِلُ القِرى فهِقت
مُكلّلاتٍ جِفانُهُ الرُذُمُ
ترى وُفود الندى بِساحتِهِ
على بُحورِ العطاءِ تزدحِمُ
يا عضُد الدينِ أنت أكرمُ من
داست بسيط الثرى لهُ قدمُ
أنت نبيُّ السماحِ أرسلك اللهُ
غياثاً والناسُ قد لؤُموا
وَأصبح البُخلُ دينهُم يُعبدُ
الدينارُ فيهِم كأنّهُ صنمُ
خلفت قوماً بِالجودِ ذِكرُهُمُ
باقٍ وهُمُ في قُبورِهِم رِممُ
صغّرت أفعالهُم ولا حاتِمٌ
يُذكرُ في دهرِهِم ولا هرِمُ
وَحدّثت فيهِمِ الرواةُ فما
بُعِثت إلّا مُصدِّقاً لهُمُ
يا من تصِحُّ العُلى بِصِحّتِهِ
ويَشتكي لِاِشتِكائِهِ الكرمُ
وَمن لهُ راحةٌ أنامِلُها
تفعلُ فينا ما تفعلُ الديَمُ
يَكادُ لِلبأسِ والسماحِ يذوبُ
السيفُ فيها ويورِقُ القلمُ
إليك مدحاً أملت بدائِعهُ
عليّ مِنك الأخلاقُ والشيمُ
مدائِحاً كالرياضِ أسلمها
الخطُّ وقامت بِنصرِها الكِلمُ
تُعدُّ في الشِعرِ وهيَ مُنقصةٌ
لو أُنصِفت قيل إنّها حِكمُ
لا عدِمتك الدُنيا ولا برِحت
مُنيخةً في عِراصِك النِعمُ
وَلا كبا يا بني الرقيلِ لكُم
زنّدٌ ولا أُزلِقت لكُم قدمُ
شعر عن الكرم حاتم الطائي
قصيدة: أماوي قد طال التجنب والهجر
الشاعر: حاتم الطائي
أماويُّ قد طال التجنُّبُ والهجرُ
وقد عذرتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ
أماويُّ إنّ المال غادٍ ورائحٌ
ويَبقى مِن المالِ الأحاديثُ والذِكرُ
أماويُّ إنّي لا أقولُ لِسائِلٍ
إذا جاء يوماً حلّ في مالِنا نزرُ
أماويُّ إمّا مانِعٌ فمُبيَّنٌ
وإمّا عطاءٌ لا يُنهنِهُهُ الزجرُ
أماويُّ ما يُغني الثراءُ عنِ الفتى
إذا حشرجت نفسٌ وضاق بِها الصدرُ
إذا أنا دلّاني الّذين أُحِبُّهُم
لِملحودةٍ زُلجٌ جوانِبُها غُبرُ
وَراحوا عِجالاً ينفُضون أكُفّهُم
يقولون قد دمّى أنامِلنا الحفرُ
أماويُّ إن يُصبِح صدايَ بِقفرةٍ
مِن الأرضِ لا ماءٌ هُناك ولا خمرُ
تري أنّ ما أهلكتُ لم يكُ ضرّني
وأنّ يدي مِمّا بخِلتُ بِهِ صفرُ
أماويُّ إنّي رُبّ واحِدِ أُمِّهِ
أجرتُ فلا قتلٌ عليهِ ولا أسرُ
وَقد علِم الأقوامُ لو أنّ حاتِماً
أراد ثراء المالِ كان لهُ وفرُ
وَإنِّيَ لا آلو بِمالٍ صنيعةٍ
فأوَّلُهُ زادٌ وآخِرُهُ ذُخرُ
يُفكُّ بِهِ العاني ويُؤكلُ طيِّباً
وما إن تُعرّيهِ القِداحُ ولا الخمرُ
وَلا أظلِمُ اِبن العمِّ إن كان إخوَتي
شُهوداً وقد أودى بِإخوَتِهِ الدهرُ
عُنينا زماناً بِالتصعلُكِ والغِنى
كما الدهرُ في أيّامِهِ العُسرُ واليُسرُ
كسينا صُروف الدهرِ ليناً وغِلظةً
وكُلّاً سقاناهُ بِكأسيهِما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابةٍ
غِنانا ولا أزرى بِأحسابِنا الفقرُ
فقِدماً عصيتُ العاذِلاتِ وسُلِّطت
على مُصطفى مالي أنامِليَ العشرُ
وَما ضرّ جاراً يا اِبنة القومِ فاِعلمي
يُجاوِرُني ألّا يكون لهُ سِترُ
بِعينيَّ عن جاراتِ قوميَ غفلةٌ
وفي السمعِ مِنّي عن حديثِهِمِ وقرُ
قصيدة: وعاذلة هبت بليل تلومني
الشاعر: حاتم الطائي
وَعاذِلةٍ هبّت بِليلٍ تلومُني
وقد غاب عيّوقُ الثُريّا فعرّدا
تلومُ على إعطائيَ المال ضِلّةً
إذا ضنّ بِالمالِ البخيلُ وصرّدا
تقولُ ألا أمسِك عليك فإنّني
أرى المال عِند المُمسِكين مُعبّدا
ذريني وحالي إنّ مالكِ وافِرٌ
وكُلُّ اِمرِئٍ جارٍ على ما تعوَّدا
أعاذِل لا آلوكِ إلّا خليقتي
فلا تجعلي فوقي لِسانكِ مِبردا
ذريني يكُن مالي لِعِرضيَ جُنّةً
يقي المالُ عِرضي قبل أن يتبدّدا
أريني جواداً مات هزلاً لعلّني
أرى ما ترين أو بخيلاً مُخلّدا
وَإلّا فكُفّي بعض لومِكِ واِجعلي
إلى رأيِ من تلحين رأيَكِ مُسندا
ألم تعلمي أنّي إذا الضيفُ نابني
وعزّ القِرى أقري السديف المُسرهدا
أُسوَّدُ ساداتِ العشيرةِ عارِفاً
ومِن دونِ قومي في الشدائِدِ مِذوَدا
وَأُلفى لِأعراضِ العشيرةِ حافِظاً
وحقِّهِمِ حتّى أكون المُسوَّدا
يَقولون لي أهلكت مالك فاِقتصِد
وما كُنتُ لولا ما تقولون سيِّدا
كُلوا الآن مِن رِزقِ الإلهِ وأيسِروا
فإنّ على الرحمنِ رِزقكُمُ غدا
سأذخرُ مِن مالي دِلاصاً وسابِحاً
وأسمر خطِّيّاً وعضباً مُهنّدا
وَذلِك يكفيني مِن المالِ كُلِّهِ
مصوناً إذا ما كان عِنديَ مُتلِدا
قصيدة: هل الدهر إلا اليوم أو أمس أو غد
الشاعر: حاتم الطائي
هلِ الدهرُ إلّا اليَومُ أو أمسِ أو غدُ
كذاك الزمانُ بيننا يتردّدُ
يَرُدُّ علينا ليلةً بعد يومِها
فلا نحنُ ما نبقى ولا الدهرُ ينفُدُ
لنا أجلٌ إمّا تناهى إمامُهُ
فنحنُ على آثارِهِ نتوَرّدُ
بنو ثُعلٍ قومي فما أنا مُدّعٍ
سِواهُم إلى قومٍ وما أنا مُسندُ
بِدرئِهِمِ أغشى دُروء معاشِرٍ
ويَحنِفُ عنّي الأبلجُ المُتعمِّدُ
فمهلاً فِداك اليَوم أُمّي وخالتي
فلا يأمُرنّي بِالدنيَّةِ أسوَدُ
على جُبُنٍ إذ كُنتُ واِشتدّ جانِبي
أُسامُ الّتي أعيَيتُ إذ أنا أمردُ
فهل تركت قبلي حُضور مكانِها
وهل من أبى ضيماً وخسفاً مُخلّدُ
وَمُعتسِفٍ بِالرُمحِ دون صِحابِهِ
تعسّفتُهُ بِالسيفِ والقومُ شُهّدُ
فخرّ على حُرِّ الجبينِ وذادهُ
إلى الموتِ مطرورُ الوَقيعةِ مِذوَدُ
فما رُمتُهُ حتّى أزحتُ عويصهُ
وحتّى علاهُ حالِكُ اللونِ أسوَدُ
فأقسمتُ لا أمشي إلى سِرِّ جارةٍ
مدى الدهرِ ما دام الحمامُ يُغرِّدُ
وَلا أشتري مالاً بِغدرٍ علِمتُهُ
ألا كُلّ مالٍ خالط الغدرُ أنكدُ
إذا كان بعضُ المالِ ربّاً لِأهلِهِ
فإنّي بِحمدِ اللهِ مالي مُعبّدُ
يُفكُّ بِهِ العاني ويُؤكلِ طيِّباً
ويُعطى إذا منّ البخيلُ المُطرّدُ
إذا ما البخيلُ الخبّ أخمد نارهُ
أقولُ لِمن يُصلى بِناريَ أوقِدوا
توَسّع قليلاً أو يكُن ثمّ حسبُنا
وموقِدُها الباري أعفُّ وأحمدُ
كذاك أُمورُ الناسِ راضٍ دنيَّةً
وسامٍ إلى فرعِ العُلا مُتوَرِّدُ
فمِنهُم جوادٌ قد تلفّتُّ حولهُ
ومِنهُم لئيمٌ دائِمُ الطرفِ أقوَدُ
وَداعٍ دعاني دعوَةً فأجبتُهُ
وهل يدعُ الداعين إلّا المُبلّدُ