أبيات شعر عن الأخ
الأخ هو رفيق الدرب والقلب، وهو الكنز الثمين الذي وهبه الله لنا، هو السند والداعم والرفيق في الحياة. الشعراء عبر العصور أدركوا هذه القيمة العظيمة، فعبروا عن مشاعرهم تجاه إخوانهم بأجمل الأبيات الشعرية. إليك بعضاً من أجمل أبيات الشعر عن الأخ التي تعبر عن عمق العلاقة بين الأخوين:
قال الإمام علي بن أبي طالب:
إنّ أخاك الحقّ من كان معك
ومن يضِرُّ نفسهُ ليَنفعك
وَمن إذا ريب الزمانُ صدعك
شتّت فيك شملهُ ليَجمعك
وقال الطغرائي:
أخاك أخاك فهو أجلُّ ذُخرٍ
إذا نابتك نائبةُ الزمانِ
وإن رابت إساءتُه فهبها
لما فيه من الشّيَمِ الحِسانِ
تُريدُ مهذّباً لا عيْب فيهِ
وهل عودٌ يفوحُ بلا دُخانِ
وقال أيضًا:
جامِل أخاك إذا استربت بوُدِّهِ
وانظُر به عُقب الزمان يعاودِ
فإن استمرّ به الفسادُ فخلّهِ
فالعُضوُ يقطعُ للفسادِ الزائدِ
وقال الإمام الشافعي:
وَأكثِر مِن الإخوانِ ما اِسطعت إنهُمُ
بُطونٌ إذا اِستنجدتهُم وظُهورُ
وَليس كثيرٌ ألفُ خِلٍّ لِعاقِلٍ
وإنّ عدوّاً واحِداً لكثيرُ
وقال أبو الفتح البستي:
تحمّل أخاك على ما بِهِ
فما في استقامتِهِ مطمعُ
فأنّى لهُ خُلُقٌ واحِدٌ
وفيهِ طبائِعُهُ الأربعُ
وقال بشار بن برد:
أخوك الذي إن سرك الدهرُ سرّهُ
وإن غبت يوماً ظلّ وهو حزينُ
يقربُ من قرّبت من ذي مودةٍ
ويقصي الذي أقصيتهُ ويهينُ
وقال أيضًا:
لقبيحٌ في الناسِ مِن غيرِ جُرمٍ
بعد وصلٍ قطيعةُ الأخوَينِ
لا تكُن كالحِمارِ إذ طلب
القِرن لِنفعٍ فضيّع الأُذُنين
وقال عبد الله بن معاوية:
لستُ إن زاغ ذو إخاءٍ ووُدٍّ
عن طريقٍ بِتابِعٍ أثره
بل أُديمُ الثناء والوُدّ حتّى
يتبع الحقّ بعدُ أو يذره
وقال عبد العزيز الأبرش:
استكثرن من الإخوان إنهم
خير لكانزهم كنزا من الذهب
كم من أخ لك لو نابتك نائبة
وجدته لك خيرا من أخي النسب
وقال ابن رشيق القيرواني:
أُحِبُّ أخي وإن أعرضتُ عنهُ
وقلّ على مسامِعِهِ كلامي
وَلي في وجهِهِ تقطيبُ راضٍ
كما قطّبت في إثرِ المُدامِ
وَرُبّ تقطبٍ مِن غيْرِ بُغضٍ
وبُغضٍ كامِنٍ تحت ابتِسامِ
وقال ابن ليون التجيبي:
أخوك الذي يحميك في الغيب جاهدا
ويستر ما تأتي من السوء والقبح
وينشر ما يرضيك في الناس معلنا
ويغضي ولا يألو من البر والنصح
وقال ابن الساعاتي:
لا تيأسن من أخٍ ولّى بجانبه
وإن بدت لك منهُ سوء أخلاق
إن السماء لترجى وهي نازحة
إذا ألحت بأرعادٍ وأبراق
وقال صفي الدين الحلي:
أتطلُبُ مِن أخٍ خُلُقاً جليلاً
وخلقُ الناسِ مِن ماءٍ مهينِ
فسامِح أن تُكدّر وُدّ خِلٍّ
فإنّ المرء مِن ماءٍ وطينِ
وقال ابن زنجي البغدادي:
عليك بإخوان الثقات فإنهم
قليل فصلهم دون من كنت تصحب
ونفسك أكرمها وصنها فإنها
متى ما تجالس سفلة الناس تغضب
وقال أوس بن حجر:
وَليس أخوك الدائِمُ العهدِ بِالّذي
يذُمُّك إن ولّى ويُرضيك مُقبِلا
وَلكِن أخوك النائي ما دُمت آمِناً
وصاحِبُك الأدنى إذا الأمرُ أعضلا
وقال المثقب العبدي:
فإمّا أن تكون أخي بِحقٍّ
فأعرِف مِنك غثّي مِن سميني
وَإلّا فاِطّرِحني واِتّخِذني
عدوّاً أتّقيك وتتّقيني
وقال مسكين الدارمي:
أخاك أخاك إنّ من لا أخاً له
كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحُه
وهل ينهضُ البازي بغير جناح
وقال المقنع الكندي:
ابل الرجال إذا أردت إخاءهم
وتوسمن أمورهم وتفقد
فإذا رأيت أخا العفافة والنهى
بر اليدين قرير عين فاشدد
فمتى يزل ولا محالة زلة
فعلى أخيك بفضل حلمك فاردد
وقال أحد الشعراء:
أعين أخي أو صاحبي في بلائه
أقوم إذا عض الزمان وأقعد
ومن يفرد الإخوان فيما ينوبهم
تنبه الليالي مرة وهو مفرد
وقال آخر:
أحفظ أخاك وسارع في مسرّته
حتى يرى منك في أعدائهِ خبرُ
أخوك سيفك إن نابتك نائبةٌ
وشمّرت نكبة في عطفها زوَرُ
وقال آخر:
ورب أخ أصفى لك الدهر وده
ولا أمه أدلت إليك ولا الأب
فعاشر ذوي الألباب واهجر سواهم
فليس بأرباب الجهالة مجنب
وقال آخر:
إذا ما طلبت أخا مخلصا
فهيهات منك الذي تطلب
فكن بانفرادك ذا غبطة
فما في زمانك من يصحب
وقال آخر:
وما المرء إلا بإخوانه
كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة
ولا خير في الساعد الأجذم
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل عن موت الأخ.
شعر قصير عن الأخ والأخوة
إليك بعض الأبيات الشعرية القصيرة التي تعبر عن معنى الإخوة:
ولا تقطع أخًا لك عند ذنب
الشاعر: الأصمعي
ولا تقطع أخًا لك عند ذنب
فإن الذنب يغفرهُ الكريمُ
ولا تعجل على أحدٍ بظلم
فإن الظلم مرتعُهُ وخيمُ
وإن الرفق فيما قيل يمن
وإن الخرق في الأشياء شومُ
وخيرُ الوصلِ ما داوَمت منه
وشرُّ الوصلِ وصل لا يدومُ
البس أخاك على عيوبه
الشاعر: علي بن أبي طالب
البِس أخاك على عُيوبِه
واِستُر وغطِّ على ذُنوبِه
واِصبِر على ظُلمِ السفيهِ
ولِلزمانِ على خُطوبِه
وَدعِ الجواب تفضُّلاً
وكِلِ الظلوم إلى حسيبِه
واِعلم بِأنّ الحِلم عِند
الغيظِ أحسنُ مِن رُكوبِه
أخاً لك إن طال التنائي وجدته
الشاعر: أبو الأسود الدؤلي
أخاً لك إن طال التنائي وجدتهُ
نسيّاً وإن طال التعاشُرُ ملّكا
وَلو كُنت سيفاً يعجِبُ الناس حدُّهُ
وكُنت لهُ يوماً مِن الدهرِ فلّكا
وَلو كُنت أهدى الناسِ ثُمّ صحِبتهُ
فطاوعتهُ ضلّ الهُدى وأضلّكا
إذا جِئتهُ تبغي الهُدى خالف الهُدى
وإن جُرت عن بابِ الغِوايةِ دلّكا
أخلاء الرخاء هم كثير
الشاعر: حسان بن ثابت
أخِلّاءُ الرخاءِ هُمُ كثيرٌ
ولكِن في البلاءِ هُمُ قليلُ
فلا يغرُرك خُلّةُ من تُؤاخي
فما لك عِند نائِبةٍ خليلُ
وَكُلُّ أخٍ يقولُ أنا وفيٌّ
ولكِن ليس يفعلُ ما يقولُ
سِوى خِلٍّ لهُ حسبٌ ودينٌ
فذاك لِما يقولُ هوَ الفعولُ
خير إخوانك المشارك في المُررِ
الشاعر: بشار بن برد
خيرُ إخوانِك المُشارِكُ في المُررِ
وأين الشريكُ في المُرِّ أينا
الّذي إن شهِدت سرّك في الحييِ
وإن غِبت كان أُذناً وعينا
مِثل حُرِّ الياقوتِ إن مسّهُ النارُ
جلاهُ البلاءُ فاِزداد زينا
أنت في معشرٍ إذا غِبت عنهُم
بدّلوا كُلّ ما يزينُك شينا
وَإذا ما رأوك قالوا جميعاً
أنت مِن أكرمِ الرِجالِ علينا
ما أرى لِلأنامِ وُدّاً صحيحاً
عاد كُلُّ الأنامِ زوراً ومينا
كم من أخ لك لم يلده أبوكا
كم من أخ لك لم يلده أبوكا
وأخ أبوه أبوك قد يجفوكا
صاف الكرام إذا أردت إخاءهم
واعلم بأن أخا الحفاظ أخوكا
كم إخوة لك لم يلدك أبوهم
وكأنما اباؤهم ولدوكا
لو كنت تحملهم على مكروهة
تخشى الحتوف بها لما خذلوكا
وأقارب لو أبصروك معلقا
بنياط قلبك ثم ما نصروكا
الناس ما استغنيت كنت أخا لهم
وإذا افتقرت إليهم فضحوكا
اقرأ أيضًا: عبارات وخواطر حزينة في رثاء الأخ.
أجمل ما قيل في مدح الأخ: قصائد شعر مدح الأخ والإخوان
الأخ هو السند والعضد، والأمان في الحياة، فهو الشخص الذي يحمل همّك ويقف إلى جانبك في كل لحظة. وقد ألهمت العلاقة الأخوية الكثير من الشعراء ليكتبوا في مدح الأخ والإخوان. إليك بعض من أجمل ما قيل في مدح الأخ:
قصيدة: أحب من الإخوان كل مهذب
الشاعر: أبو الفتح البستي
أحبُّ من الإخوانِ كُلّ مُهذّبٍ
ظريفِ السّجايا طيّبِ العرفِ والنّشرِ
إذا جئتهُ لاحظت من شمسِ نفسِهِ
على وجهِهِ نوراً يُلقّبُ بالبِشرِ
ترى جودهُ يُزجي الرّجاء بجودِهِ
ويُبدلهُ في الوِردِ رِفهاً من العِشرِ
على أنّ ما عددتُهُ من صفاتهِ
وحقِّ اللّيالي العشرِ لم يفِ بالعُشرِ
قصيدة: أحب من الإخوان كل مواتي
الشاعر: الإمام الشافعي
أُحِبُّ مِن الإخوانِ كُلّ مواتي
وكُلّ غضيضِ الطّرفِ عن عثراتي
يوافِقُني في كُلِّ أمرٍ أُريدُهُ
ويَحفظُني حيًّا وبعد مماتي
فمن لي بِهذا ليْت أنّي أصبتُهُ
فقاسمتُهُ ما لي مِن الحسناتِ
تصفّحتُ إخواني فكان أقلّهُم
على كثرةِ الإخوانِ أهلُ ثِقاتِ
قصيدة: ورب أخ ليست بأمك أمه
الشاعر: عبد الله بن معاوية
وَرُبّ أخٍ ليست بِأُمِّك أُمُّهُ
متى تدعُهُ لِلروعِ يأتيك أبلجا
يواسيك في الجُلّى ويَحبوك بِالندى
ويَفتحُ ما كان القضا عنك أرتجا
قصيدة: أخ لي مستور الطباع جعلته
الشاعر: صريع الغواني
أخٌ ليَ مستورُ الطِباعِ جعلتهُ
مكان الرِضى حتّى اِستقلّ بِهِ الوُدُّ
وَتحت الرِضى لو أن تكون خبرتهُ
ودائِعُ لا يرضى بِها الهزلُ والجدُّ
لعمريَ ليست صفقةُ المرءِ تنطوي
على ذمِّ شيءٍ كان أوّلهُ حمدُ
فأعطِ الرِضى كُلّ الرِضا من خبرتهُ
وقِف بِالرِضى عنهُ إذا لم يكُن بُدُّ
قصيدة: أخوك أخوك من يدنو وترجو
الشاعر: ربيعة بن مقروم الضبي
أخوك أخوك من يدنو وترجو
موَدّتهُ وإن دُعيَ اِستجابا
إذا حاربت حارب من تُعادي
وزاد سِلاحُهُ مِنك اِقتِرابا
يواسي في الكريهةِ كُلّ يّومٍ
إذا ما مُضلِعُ الحدثانِ نابا
قصيدة: أخ لك ليس خُلته بمذق
الشاعر: زياد الأعجم
أخٌ لك ليس خُلته بِمذقٍ
إذا ما عاد فقرُ أخيهِ عادا
أخٌ لا تراهُ الدّهر إلّا
على العِلّاتِ بسّاماً جوادا
سألناهُ الجزيل فما تأبّى
فأعطى فوق مُنيَتنا وزادا
وَأحسن ثُمّ أحسن ثُمّ عُدنا
فأحسن ثُمّ عُدت لهُ فعادا
مراراً ما دنوتُ إليهِ إلّا
تبسّم ضاحِكاً وثنى الوِسادا
أجمل ما قيل في عتاب الأخ: شعر عتاب الأخ
عتاب الأخ يأتي من المحبة والحرص على العلاقة الطيبة بين الأخوة، وهو شكل من أشكال التصحيح والمصارحة. وقد نظم الشعراء الكثير من القصائد التي تعبر عن مشاعر العتاب بين الإخوة. إليك بعض من أجمل الأبيات الشعرية والقصائد التي تتناول عتاب الأخ:
وإخوان تخذتهم دروعا
الشاعر: ابن الرومي
وإخوان تخذتهم دروعا
فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا: قد سعينا كل سعي
فقلت نعم ولكن في فسادي
وقالوا: قد صفت منا قلوب
لقد صدقوا ولكن عن ودادي
فأنت أخي ما لم تكن لي حاجة
الشاعر: عبد الله بن معاوية
رأيتُ فُضيلاً كان شيئاً مُلفّفاً
فكشّفهُ التمحيصُ حتّى بدا ليا
فأنت أخي ما لم تكُن ليَ حاجةٌ
فإن عرضت أيقنتُ أن لا أخا ليا
كِلانا غنيٌّ عن أخيهُ حياتهُ
ونحنُ إذا مِتنا أشدُّ تغانيا
لو قيل لي خذ أمانا
الشاعر: ابن رشيق القيرواني
لوْ قيل لي خُذ أماناً
مِن حادِثاتِ الزّمانِ
لما أخذتُ أماناً
إلاّ مِن الإخوانِ
خذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه
الشاعر: المغيرة بن حبناء
خُذ مِن أخيك العفوَ واِغفِر ذُنوبهُ
ولا تكُ في كُلِّ الأُمورِ تُعاتِبُه
فإنّك لن تلقى أخاك مُهذّباً
وأيُّ اِمرىءٍ ينجو مِن العيبِ صاحِبُه
أخوك الّذي لا ينقُضُ النأيُ عهدهُ
ولا عِند صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانِبُه
وَليس الّذي يلقاك بِالبِشرِ والرِضا
وإن غِبت عنهُ لسّعتك عقارِبُه
كم من أخ لك لست تنكره
الشاعر: البحتري
كم مِن أخٍ لك لست تُنكِرُهُ
ما دُمت مِن دُنياك في يُسرِ
مُتصنِّعٌ لك في موَدّتِهِ
يلقاك بِالتّرحيبِ والبِشرِ
يُطري الوَفاء وذا الوَفاءِ
ويَلحى الغدر مُجتهِدًا وذا الغدرِ
فإذا عدا والدّهرُ ذو غيَرٍ
دهرٌ عليْك عدا مع الدّهرِ
فارفُض بِإجمالٍ موَدّة من
يقلى المُقِلّ ويَعشقُ المُثري
وَعليْك من حالاهُ واحِدةٌ
في العُسرِ ما كُنت واليُسرِ
لا تخلِطنّهُم بِغيْرِهِم
من يخلِطُ العُقبان بِالصّقرِ
وليس أخي من ودني بلسانه
وليس أخي من ودني بلسانه
ولكن أخي من ودني في النوائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدما
ومالي له إن عض دهر بغارب
فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخيا
فقد تنكر الإخوان عند المصائب
وما هو إلا كيف أنت ومرحبا
وبالبيض رواغ كروغ الثعالب
وإخوان بذلت لهم ودادي
وإخوان بذلت لهم ودادي
وحطت مكانهم عندي وصنت
فكم من ليل مهلكة وبؤس
وحد منية فيهم ركبت
أضاعوني وما ذنبي إليهم
سوى رخصي لما أن رخصت
إن أخا المرء الذي هو ردؤه
إن أخا المرء الذي هو ردؤه
على الدهر والناس الذين يكاثر
وليس أخاه من يود عدوه
ومن هو عنه بالكرامة ظاهر
إخوان هذا الزمان كلهم
إخوان هذا الزمان كلهم
إخوان غدر عليه قد جبلوا
طووا ثياب الوفاء بينهم
وصار ثوب الرياء يبتذل
أخوهم المستحق وصلهم
من شربوا عنده ومن أكلوا
وليس فيما علمت بينهم
وبين من كان معدما عمل