نص قصيدة: أمني النفس وصلا من سعاد
للشاعر: ابن الخياط
أُمَـنِّي الـنَّفْسَ وَصْـلاً مِنْ سُعَادِ
وَأَيْــنَ مِــنَ الْـمُـنى دَرَكُ الْـمُرَادِ
وَكَـيْـفَ يَـصِـحُّ وَصْـلٌ مِـنْ خَـليلٍ
إِذَا مَــــا كَـــانَ مُـعْـتَـلَّ الْـــوِدَادِ
تَـمَـادى فِـي الْـقَطِيعَةِ لاَ لِـجُرمٍ
وَأَجْـفى الْـهَاجِرِينَ ذَوُو التَّمادِي
يُـفَـرِّقُ بَـيْـنَ قَـلْـبِي وَالـتَّـأَسِّي
وَيَـجْـمَعُ بَـيْـنَ طَـرْفِي وَالـسُّهَادِ
وَلَــوْ بَـذَلَ الْـيسِيرَ لَـبَلَّ شَـوْقي
وَقَــدْ يَـرْوى الـظِّمَاءُ مِـنَ الـثِّمَادِ
أَمَـــلُّ مَـخَـافَـةَ الإِمْــلاَلِ قُـرْبِـي
وَبَــعْـضُ الْـقُـربِ أَجْـلَـبُ لِـلْـبِعَادِ
وَعِــنْـدِي لِـلأَحِـبَّـةِ كُـــلُّ جَـفْـنٍ
طَـلِـيقِ الـدِّمْـعِ مَـأْسُـورِ الـرُّقَـادِ
فَـلاَ تَـغْرَ الْـحَوَادِثُ بِي فَحَسْبِي
جَـفَـاؤُكُمُ مِــنَ الـنُّـوَبِ الـشِّـدَادِ
إِذَا مَــا الـنَّـارُ كَـانَ لَـها اضـطِّرَامٌ
فَـمـا الـدَّاعِـي إِلـى قَـدْحِ الـزِّنادِ
أَرى الْـبِيضَ الْحِدَادَ سَتَقْتَضِينِي
نُـزُوعاً عَـنْ هَـوى الْـبِيضِ الْخِرَادَ
فَـمَا دَمْـعِي عَـلَى الأَطْلاَل وَقْفٌ
وَلاَ قَـلْـبي مَـعَ الـظُّعْنِ الْـغَوَادِي
وَلا أَبْـقـى جَــلاَلُ الْـمُـلْكِ يَـوْمـاً
لِـغَـيْرِ هَـوَاهُ حُـكْماً فـي فُـؤَادِي
أُحِـــبُّ مَــكَـارِمَ الأَخْــلاَقِ مِـنْـهُ
وَأَعْـشَـقُ دَوْلَــةَ الْـمَـلِكَ الْـجَوَادِ
رَجَـــوْتُ فَــمـا تَـجَـاوَزَهُ رَجـائِـي
وَكَـــانَ الْـمـاءِ غَـايَـةَ كُــلِّ صَــادِ
إذَا مَـا رُوِّضَـتْ أَرْضِـي وَسـاحَتْ
فَـما مَـعْنى انْـتِجاعِي وَارْتِـيادِي
كَـفى بِـنَدَى جَـلالِ الْـمُلْكِ غَيْثاً
إِذا نَـــزَحَــتْ قَــــرَارَةُ كُــــلِّ وَادِ
أَمَــلْـنـا أَيْــنُــقَ الآمَــــالِ مِــنْـهُ
إِلــى كَـنَـفٍ خَـصِيبِ الْـمُسْتَرادِ
وَأَغْـنَـانـا نَـــدَاهُ عــلَـى افْـتِـقَـارٍ
غَـناءَ الْـغَيْثِ في السَّنَةِ الْجَمادِ
فَــمَـنْ ذَا مُـبْـلِـغُ الأَمْــلاَكِ عَـنَّـا
وَسُـــوِّاسِ الْـحَـوَاضِرِ وَالْـبَـوادِي
بِــأَنَّـا قَـــدْ سَـكَـنَّـا ظِـــلَّ مَـلْـكٍ
مَـخُـوفِ الْـبَـأْسِ مَـرْجُوِّ الأَيَـادِي
صَـحِـبْـنَا عــنْـدَهُ الأَيَّـــامَ بِـيـضـاً
وَقَــدْ عُــمَّ الـزَّمَانُ مِـنَ الْـسَّوَادِ
وَأَدْرَكْــنَــا بِــعَـدْلٍ مِـــنْ عَــلِـيٍّ
صَـلاَحَ الْـعَيْشِ فِي دَهْرِ الْفسَادِ
فَـمـا نَـخْـشى مُـحَارَبَةَ الـلَّيَالِي
وَلاَ نَــرْجُـو مُـسَـالَـمَةَ الأَعَــادِي
فَـقُـولاَ لِـلْـمُعانِدِ وَهْــوَ أَشْـقَـى
بِــمَــا تَـحْـبُـوهُ عَـاقِـبَـةُ الْـعِـنَـادِ
رُوَيْــدَكَ مِــنْ عَـدَاوَتِـنَا سَـتُرْدِي
نَــوَاجِـذَ مَــاضِـغِ الـصُّـمِّ الـصِّـلاَدِ
وَلاَ تَـحْـمِلْ عَـلَـى الأَيَّـامِ سَـيْفاً
فَـــإِنَّ الــدِّهْـرَ يَـقْـطَـعُ بِـالـنِّجادِ
فَـأَمْـنَعُ مِـنْـكَ جَــاراً قَــدْ رمَـيْـنَا
كَــرِيــمَــتَـهُ بِــداهِــيَــةٍ نَــــــآدِ
وَمَـنْ يَـحْمِي الْـوِهَادَ بِـكُلِّ أَرْضٍ
إذا ما السيل طمم على النجاد
هــو الـراميك عـن أمـم وعـرض
إِذا مَا الرَّأْيُ قَرْطَسَ في السَّدَادِ
وَمُـطْـلِـعُـها عَـلَـيْـكَ مُـسَـوَّمَـاتٍ
تَـضِـيـقُ بِـهَـمِّـها سَـعَـةُ الْـبِـلاَدِ
إِذَا مَــا الـطَّعْنُ أَنْـحَلَها الْـعَوَالِي
فَــدى الأَعْـجَـازَ مِـنْها بِـالْهَوَادِي
فِـــدَآؤُكَ كُـــلُّ مَـكْـبُـوتٍ مَـغِـيـظٍ
يـخـافـيـك الــعــداوة أو يــبـادي
فــإنـك مــا بـقـيت لـنـا سـلـيماً
فَــمـا نَـنْـفَـكُّ فِــي عِـيـدٍ مُـعَـادِ
أَبُـــوكَ تَـــدَارَكَ الإِســـلاَمَ لَــمَّـا
وَهَـــى أَوْ كَــادَ يُــؤْذِنُ بِـانْـهِدَادِ
سَـخَا بِـالنَّفْسِ شُـحّاً بِالْمَعَالِي
وَجَــاهَــدَ بِـالـطَّـرِيـفِ وَبِـالـتِّـلاَدِ
كَـيَـوْمِـكَ إِذْ دَمُ الأَعْـــلاَجِ بَــحْـرٌ
يُــرِيـكَ الْـبَـحْـرَ فِــي حُـلَـلٍ وِرَادِ
عَـزَائِـمُكَ الْـعَـوَائِدُ سِــرْنَ فِـيهِمْ
بِـمَـا سَـنَّـتْ عَـزَائِـمُهُ الْـبَـوَادِي
وَهذا الْمَجْدُ مِنْ تِلْكَ الْمَسَاعِي
وَهـذا الْـغَيْثُ مِـنْ تِـلْكَ الْغَوَادِي
وَأَنْــتُـمْ أَهْــلُ مَـعْـدِلَةٍ سَـبَـقْتُمْ
إِلـى أَمَـدِ الْـعُلى سَـبْقَ الْـجِيَادِ
رَعـــى مِـنْـكَ الـرَّعِـيَّةَ خَـيْـرُ رَاعٍ
كَــرِيـمِ الـــذَّبِّ عَـنْـهُـمْ وَالـذِّيَـادِ
تَـقَـيْـتَ اللهَ حَـــقَّ تُـقَـاهُ فِـيـهِمْ
وَتَــقْـوى اللهِ مِــنْ خَـيْـرِ الْـعَـتَادِ
كَــأَنَّـكَ لاَ تَـــرى فِــعْـلاً شَـرِيـفاً
سِــوى مَــا كَــان ذُخْـراً لِـلْمَعادِ
مَــكَــارِمُ بَـعْـضُـها فِــيـهِ دَلِــيـلُ
عَـلَى مـا فِـيكَ مِـنْ كَـرَمِ الْـوِلاَدِ
هَــجَـرْتَ لَــهـا شَـغَـفـاً وَوَجْــداً
وَكُـلُّ أَخِـي هَـوىً قَـلِقُ الْوِسَادِ
غَـنِـيتُ بِـسَـيْبِكَ الْـمَـرْجُوِّ عَـنْـهُ
كَـمَا يَـغْنى الْخَصِيبُ عَنِ الْعِهَادِ
وَرَوَّانِــي سَـمَـاحُكَ مَــا بَـدَالِـي
فَــمَــا أَرْتَــــاحُ لِـلْـعَـذْبِ الْــبُـرادِ
إِذَا نَــفَـقَ الـثَّـنـاءُ بِـــأَرْضِ قَــوْمٍ
فَـلَـسْتُ بِـخَائِفٍ فِـيهَا كَـسادِي
فَـــلاَ تَـــزَلِ الـلَّـيَـالِي ضَـامِـنَاتٍ
بَـقَـاءَكَ مَــا حَــدَا الأَظْـعَانَ حَـادِ
ثَــنــائِـي لاَ يُـــكَــدِّرُهُ عِــتَـابـي
وَقَــوْلِـي لاَ يَـخَـالِـفُهُ اعْـتِـقَادِي